12-12-2019
- مهاتير محمد: نشيد بتجربة قطر في الأمن الغذائي
- الشيخ خليفة: ندعو لتحالفات تجارية بين البلدين
- فيصل بن قاسم: قطر تشهد انفتاحا اقتصاديا تدعمه الحوافز الاستثمارية
شاركت غرفة قطر في «حوار المائدة المستديرة» مع دولة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا والوفد المرافق له، لاستعراض العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين والفرص المتاحة لرجال الأعمال في كليهما للاستثمار في هذه المجالات، والاستفادة من التجارب والفرص والنجاحات التي تحققت.
واعتبر دولة السيد مهاتير محمد هذا اللقاء منصة ممتازة للجانبين القطري والماليزي للتعرف على الاهتمامات المشتركة بينهما في مجالات الاستثمار المختلفة والمتعددة في قطاعات الصناعة والتجارة والغذاء، مشيراً إلى الاجتماعات التي عقدتها الجهات المعنية في كل من الدوحة وكوالالمبور بهذا الخصوص، والتوقيع على مذكرات التفاهم المشتركة حول التنمية والأنشطة الاقتصادية والتجارية لتعزيز التعاون فيها، وما يتصل أيضاً بقطاعات البنوك والصيرفة والمال والزراعة والأعمال والرياضة.
وأكد على أن بلاده ملتزمة بتعزيز هذا الزخم من التعاون الاقتصادي والاستثماري مع قطر، خاصة وأن ماليزيا لديها اقتصاد متنوع يعتمد على مقاربة تقوم على الاستثمار وجذبه ليصبح اقتصادها قائماً على المعرفة، لا سيما بعد أن أطلقت رؤية طموحة تدفع بالبلاد للنمو المستقبلي والوصول إلى التنمية المستدامة. وتطرق دولته إلى الثورة الصناعية المتميزة التي أحدثتها ماليزيا وبخاصة في قطاعات الكهرباء والصناعات والمعدات الكيميائية والخدمات الطبية والفضائية، والاستثمارات المرتبطة بذلك في شتى القطاعات الفرعية منها. ورحب بالشركات القطرية في ماليزيا بهدف استكشاف مزيد من فرص الاستثمار، وبالأخص في مجال النفط والغاز والصناعات الكيميائية والطعام الحلال والفندقة، معرباً عن ثقته في أن بلاده ستكون وجهة مثالية للمستثمرين القطريين للولوج أكثر في السوق الآسيوية.
مكانة مرموقة
وأشار دولة الدكتور مهاتير محمد إلى أن البنك الدولي في تقرير الأعمال، منح ماليزيا العام الماضي مكانة مرموقة من حيث سهولة ممارسة الأعمال وبيئة الاستثمار الجاذبة والأسواق الناشئة، مبيناً أن بلاده تحاول دوماً الموازنة بين سهولة ممارسة الأعمال والفوائد التي تعود على المستثمرين، وأكد أن المستثمرين القطريين سيجدون ماليزيا المكان الأنسب للاستثمار، معرباً عن تطلعه للعمل المشترك بينهم ونظرائهم الماليزيين من أجل تعاون مثمر وبناء.
وقد أجاب دولة رئيس الوزراء الماليزي خلال اللقاء على الأسئلة التي طرحها عليه رجال الأعمال القطريون وممثلو الجهات الأخرى المشاركة والتي دارت حول كيفية تحقيق ماليزيا للتنمية المستدامة والاستثمار فيها ودعم الصناعة والطعام الحلال والسياحة وبيئة الأعمال للسيدات وإدخال التكنولوجيا في الصناعات والاستثمار الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي والسياسات والإصلاحات الضريبية في ماليزيا.
تطور كبير
واستعرض دولته في هذا السياق التطور الكبير الذي شهدته ماليزيا من بلد فقير يعتمد على المطاط وزيت النخيل، إلى بلد صناعي متقدم يستخدم التكنولوجيا الحديثة وتتوفر به فرص العمل لمواطنيه والتنافسية العالمية العالية في الأسواق. وقال إن ماليزيا تدرس الآن تصنيع السيارات الخاصة بها، وهو ما يتبعه كذلك تنويع الاستثمار في القطاعين الهندسي والاقتصادي.
وأكد أن ماليزيا بلد مستقر وصديق لرجال الأعمال والمستثمرين من الداخل والخارج، وقال إن ماليزيا بلد لتسوق خال من الضرائب، وتسعى دائماً لجذب المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية العالمية إليها كما تفعل قطر.
الاكتفاء الذاتي
وعن جهود بلاده في توفير الغذاء والاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، قال إن بلاده حققت اكتفاءً نسبياً في ذلك. وأشاد دولة الدكتور مهاتير محمد بتجربة دولة قطر في مجال الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي في كثير من المنتجات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني، وخص في ذلك قطاعي الألبان واللحوم، بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والمتطورة في كل هذه الصناعات. وقال إن ماليزيا تسعى للاستثمار والتوسع في زراعة الخضراوات والفواكه كون هذه المنتجات لا تحتاج إلى أراض شاسعة، مضيفاً القول في هذا الخصوص «نرغب في الاطلاع على التجربة القطرية لنعرف كيف استطاعت قطر استغلال مساحات أقل لإنتاج الألبان واللحوم وتربية الماشية».
وتحدث دولته في معرض حديثه رداً على سؤال عن آلية التعاون بين سيدات الأعمال في قطر وماليزيا واستثمار كل منهما في بلد الآخر، وقال إننا نرحب بذلك ونشجعه.
ودعا دولة الدكتور مهاتير محمد إلى مزيد من الشراكات بين رجال الأعمال في قطر وماليزيا في شتى المجالات والعمل معاً ليس في البلدين بل في دول أخرى. وقال إن زيارته هذه تفتح أبواباً متعددة لزيادة هذه الشراكات الاقتصادية والاستثمارية وتبادلها كذلك.
وحضر اللقاء الذي عقد بالدوحة سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة قطر، سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين، وكل من الدكتور محمد بن جوهر المحمد، والسيد محمد بن أحمد العبيدلي اعضاء مجلس إدارة الغرفة.
ووجه سعادة الشيخ خليفة بن جاسم في كلمة له خلال حوار المائدة المستديرة الدعوة إلى دولة رئيس وزراء ماليزيا ليكون ضيف الشرف لمؤتمر ومعرض حلال 2020 والذي تستضيفه الدوحة وتنظمه غرفة قطر العام المقبل. وأشار رئيس الغرفة إلى أنه على مدى أكثر من خمسة وأربعين عاماً من العلاقات المتميزة بين دولة قطر ومملكة ماليزيا، نجح البلدان في بناء تعاون وثيق يغطي كافة المجالات وخصوصاً التجارية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية، حيث ساهمت الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين والمسؤولين وممثلي القطاع الخاص في تعزيز هذه العلاقات وترقيتها إلى أعلى المستويات، لافتاً إلى أن الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله» إلى كوالالمبور في العام الماضي، أضافت مزيداً من الزخم إلى هذه العلاقات.
وأشار إلى أن الإمكانيات المتاحة لدى الجانبين والقدرات الهائلة تحفز نحو مزيد من التعاون، منوهاً بأنه فيما يخص الاستثمارات المتبادلة، تساهم ماليزيا من خلال شركاتها العاملة في قطر في تطوير البنية التحتية، حيث يوجد أكثر من 50 شركة ماليزية تعمل في دولة قطر، منها خمس شركات مملوكة بالكامل للجانب الماليزي، في حين أن بقية الشركات تم تأسيسها بالشراكة بين الجانبين، حيث تعمل هذه الشركات في مجالات اقتصادية مهمة كالهندسة، والبناء والتشييد، والنفط والغاز، وتكنولوجيا المعلومات.
وعلى الجانب الآخر، تعتبر ماليزيا وجهة متميزة للاستثمارات القطرية في مختلف المجالات وخصوصاً السياحة والضيافة والقطاع المالي والعقاري والصناعي.
وأضاف سعادة رئيس الغرفة أن دولة قطر استطاعت أن تبني اقتصاداً من أسرع اقتصاديات العالم نمواً بفضل السياسات الاقتصادية السليمة والتشريعات التي ساهمت في جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، بالإضافة إلى توفير بنية تحتية متطورة ومناطق اقتصادية وغيرها من المحفزات والتسهيلات التي تشجع كافة الاستثمارات.
ودعا الشيخ خليفة بن جاسم الشركات الماليزية للاستفادة من هذه المحفزات وزيادة استثماراتها في قطر، كما دعا الشركات القطرية إلى استكشاف الفرص المتاحة في ماليزيا والدخول في شراكات فاعلة وتحالفات تجارية واقتصادية، بالإشارة إلى أن غرفة قطر تدعم وتشجع الجانبين على الاستفادة من الإمكانيات الهائلة والمناخ المشجع في كلا البلدين لخلق مزيد من الاستثمارات المشتركة التي تسهم في تعزيز التجارة البينية.
أكد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين أن دولة قطر وماليزيا ترتبطان بعلاقات صداقة وتعاون متنامية، تعود بداياتها إلى منتصف عقد السبعينيات من القرن الماضي، وكانت بمثابة النواة التي شكلت علاقات ثنائية متميزة تطورت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث تعد ماليزيا من الوجهات الاستثمارية المهمة لدولة قطر.
ونوه إلى أن ماليزيا فرضت نفسها كواحدة من النمور الآسيوية اقتصاديا، في منطقة جنوب شرقي آسيا استطاعت أن تأسس اقتصادا قويا وقادرا على تحقيق النمو المستدام، حيث قدمت نموذجا للتنمية الشاملة، بالنسبة لدول العالم الثالث إذ نهضت في المجال الاقتصادي فتحولت من بلد يعتمد على تصدير المواد الأولية البسيطة إلى أكبر الدول المصدرة للسلع والتقنية الصناعية.
وأكد أن دولة قطر اليوم تشهد انفتاحا اقتصاديا كبيرا تدعمه الحوافز الاستثمارية المغرية التي قدمتها الدولة للمستثمر الأجنبي كقانون الاستثمار الجديد الذي يتيح التملك بنسبة 100% في غالبية القطاعات الاقتصادية، بالإضافة إلى المقومات اللوجستية كالنافذة الواحدة، المناطق الحرة، ومطار حمد الدولي، وميناء حمد، وعليه فنحن نرحب بكافة المستثمرين الماليزيين، للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها الاقتصاد القطري، والعمل جنباً إلى جنب لتحقيق المصالح الاقتصادية المشتركة.
وأشار إلى أن قطاع الأعمال القطري ينظر إلى ماليزيا كشريك استثماري وتجاري مهم، نأمل بمزيد من التعاون والشراكات الفعالة في ظل الإمكانيات الاقتصادية والتجارية التي تتميز بها.
This post is also available in: English