الغرفة تستعرض جهودها في دعم سيدات الأعمال بمنتدى سيدات الدوحة

29-9-2019

سلطت فعاليات الدورة الثالثة من منتدى سيدات الدوحة، الذي عقد بالتعاون مع غرفة قطر وغرفة التجارة الدولية في قطر ورابطة سيدات الأعمال القطريات وجهات أخرى في الدولة تحت شعار: «التوازن من أجل الأفضل»، الضوء على أهمية التوازن بين الجنسين وخلق بيئة مناسبة تضمن تكافؤ الفرص سعيا لبناء مجتمع صحي ومزدهر، بحضور مسؤولين حكوميين، ودبلوماسيين، وكبار الشخصيات، بالإضافة إلى نخبة من المؤثرين في المجتمع القطري.

وشدد الدكتور خالد كليفيخ الهاجري، عضو مجلس إدارة غرفة قطر،  خلال كلمته الافتتاحية على أهمية المنتدى الذي يناقش قضايا مهمة متعلقة بالمرأة، باعتبارها دافعاً حقيقياً وأساسياً نحو تطوير المجتمعات والاقتصاد في كافة دول العالم، كما أنه يحمل رسالة هامة مفادها أنه قد حان الوقت لاتخاذ الإجراءات وتبني الآليات الكفيلة بتحقيق التوازن بين الجنسين أكثر مما كان من قبل في مجتمعاتنا النامية أو المتقدمة.

وأشار إلى وجود عقبات وتحديات ما زالت تصعب مشاركة المرأة في مجتمع الأعمال، رغم أن العنصر النسوي أصبح يمثل جزءاً محورياً من التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي لأي مجتمع، وأوضح أن المناقشات وأوراق العمل التي يبحثها المنتدى ستتوسع في تناول تلك العقبات وسبل حلها وتخطيها، بهدف الوصول إلى حلول تكون المرأة بموجبها شريكاً حقيقياً للرجل في المجتمع.

ونوه الهاجري بما تبذله دولة قطر من جهود وما حققته من إنجازات على مستوى توفير فرص متساوية بين المرأة والرجل في جميع مجالات الحياة، حيث تحصل المرأة على اهتمام كبير لتمكينها وتقديم الدعم المناسب لها لخلق بيئة من شأنها تعزيز حقوقها السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقد انعكس هذا الالتزام الوطني في رؤية قطر الوطنية 2030، وكذلك في التزام الدولة الكامل بتنفيذ واجباتها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة المناهضة لجميع أشكال التمييز ضد المرأة.

وقال إن هذه الجهود استطاعت أن تضع المرأة القطرية في أطر النجاحات والإنجازات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وخلال العقدين الأخيرين شاركت المرأة القطرية في المناصب القيادية، بالإضافة للمشاركة الكبيرة في سوق العمل، حيث تبلغ مشاركة المرأة القطرية في القوى العاملة حوالي 37 % للفئة العمرية ما بين 25-29 عاماً، وتصل إلى حوالي 49 % للفئة العمرية ما بين 30 و34، أما مشاركة المرأة في المناصب القيادية وصنع القرار فقد تجاوزت نسبة 30 %.

كما دخلت المرأة القطرية عالم الأعمال والتجارة وحتى الصناعة، فنجحت في إنشاء أعمال في جميع القطاعات الاقتصادية، وواصلت استثمارتها في مختلف القطاعات، خاصة من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة، لتصبح المرأة القطرية شريكا رئيسيا في التنمية الاقتصادية، حيث تحتل دولة قطر المرتبة الأولى في مؤشر تكافؤ الفرص التجارية بين الجنسين، وفقاً لبيانات المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2016.

وتناول في حديثه جهود الغرفة في دعم المساواة بين الجنسين، ودعم المرأة القطرية في عالم الأعمال والمال، حيث إنشأت الغرفة منذ سنوات عديدة «منتدى سيدات الأعمال القطريات» الذي يدعم ويرعى ويمثل صاحبات الأعمال القطريات من خلال التواصل مع المنظمات النسائية المحلية والعربية والدولية، كما اهتمت الغرفة بصاحبات المشاريع المنزلية، وأتاحت لهن عرض منتجاتهن في المعارض المختلفة.

وفي سياق متصل، تبنت غرفة التجارة الدولية قطر ICC Qatar مبادرة البرنامج الوطني للأعمال المنزلية، الذي يهدف إلى تشجيع أصحاب هذه المشاريع على تطوير وتوظيف المواهب الإبداعية، وتحفيز الخبرات والامتثال للتشريعات والقوانين المعمول بها، لتتحول أعمالهم إلى مشاريع صغيرة ومتوسطة.

من جانبها، أكدت السيدة عائشة حسين الفردان، نائب رئيس رابطة سيدات الأعمال القطريات، على أهمية مشاركة المرأة في جميع الميادين، مبينة أن مجتمعاً لا يحصل جميع أفراده على فرص متكافئة في العمل والدراسة، لن يكون قادراً على الاستفادة من كل إمكاناته أو توظيف طاقاته لتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب.

وأكدت أن قطر من الأمثلة الإيجابية في هذا المجال، حيث طورّت تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر يحفظهم الله، بيئةً تتجه بخطوات قوية نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وتوفير البيئة الداعمة لمشاركة المرأة التي أصبحت تعتبر جزءاً من استراتيجية الدولة على المدى الطويل، حيث اعتبرت رؤية قطر الوطنية للعام 2030 تطوير دور المرأة وتعزيز مشاركتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية هدفاً أساسياً من أهدافها.

واعتبرت أن غياب المساواة بين الجنسين مرادفاً لضعف التنمية، فيما يشكل ردم الهوة بين الجنسين أساساً لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، مضيفة أن المرأة القطرية أصبحت مثالا إيجابيا في هذا المجال، حيث تعيش ضمن بيئة تتجه بخطوات قوية نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، وتوفير المناخ الداعم لتوسيع مشاركة المرأة.

ولفتت إلى أن قطر قطعت شوطاً كبيراً في مجال تطوير قدرات المرأة في مجال التعليم والتمكين المهني، كما بذلت جهودا حثيثة لإزالة العوائق وتعزيز دور العنصر النسوي على مختلف المستويات والمجالات، الأمر الذي انعكس على مستوى نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة في سوق العمل، ودخولها مجالات جديدة. وأشارت إلى أن المرأة القطرية تفخر بأن قطر استطاعت ردم الهوة بشكل كامل بين الذكور والإناث في المجال التعليمي، إذ تعتبر معدلات التعليم قبل الجامعي متساوية تماماً بين الجنسين في الدولة، أما على المستوى الجامعي فإن معدلات التعليم الجامعي عند الإناث تفوقت على الذكور. وذكرت الفردان أن رابطة سيدات الأعمال القطريات أخذت على عاتقها منذ البداية مهمة توفير منصة عمل لتمكين سيدات الأعمال من مختلف القطاعات في قطر للمشاركة في نهضة اقتصاد الدولة، وإطلاق طاقات الأجيال القادمة لدعم رؤية قطر الوطنية 2030، وذلك من خلال تنظيم مجموعة من الفعاليات المختلفة، وبناء شراكات مع الجهات المحلية والعالمية المختلفة، والعمل لمد جسور التعاون وخلق فرص جديدة للسيدات في قطر.

زر الذهاب إلى الأعلى